سرطان الساركوما بين الأعراض والعلاج
هل سمعت من قبل عن سرطان الساركوما؟
هل تعلم ما هي أعراضه وكيفية علاجه؟
سنتحدث في هذا المقال عن كل ما يخص سرطان الساركوما، ونتعرف معاً على أهم الأعراض التي تصاحب هذا المرض وكيفية تشخيصه والطرق المختلفة للعلاج.
ما هو سرطان الساركوما (Cancer Sarcoma)؟
تعد الساركوما أحد أنواع السرطان نادرة الحدوث التي تصيب العظام أو الأنسجة الرخوة بالجسم، ولذلك يمكن أن تظهر الساركوما في أنحاء مختلفة بالجسم مثل العضلات، أو الدهون، أو الأوتار، أو الأوعية الدموية، وكذلك بطانة المفاصل.
لا تتعدى نسبة الإصابة بالساركوما 1% من بين الأمراض السرطانية الأخرى، وتشير الدراسات أن ساركوما الأنسجة الرخوة أكثر انتشاراً من ساركوما العظام.
الجدير بالذكر أنه يوجد أكثر من 70 نوعاً من الساركوما، وتختلف طرق العلاج حسب مكان الإصابة والأعراض وكذلك نسبة انتشار الساركوما بالجسم.
أعراض الساركوما
تتراوح الفترة الزمنية من بداية ظهور الأعراض إلى تشخيص المرض ما بين ثلاثة إلى ستة أشهر، ففي بداية الإصابة تكون الساركوما على هيئة ورم صغير تحت الجلد غير مؤلم، ومع الوقت يصبح حجم الورم أكبر ويصل إلى الأعصاب ومن ثم تبدأ الأعراض في الظهور وتتمثل فيما يلي:
- آلام في البطن
- الإحساس بالامتلاء
- ضيق التنفس
- ظهور دم مع البراز
- فقدان الوزن
أما في حالة الإصابة بساركوما العظام تظهر الأعراض كالآتي:
- ألم مستمر في المفاصل
- الشعور بتكسر في العظام بدون وجود إصابة
- كدمات تستمر لفترة طويلة
- احمرار الجلد وانتفاخ الأنسجة حول العظام
أسباب الساركوما
يعد السبب الرئيسي لحدوث الساركوما غير معروف حتى الآن، ولكن بشكل عام يحدث السرطان نتيجة تغير الحمض النووي الموجود في الخلايا فتبدأ الخلايا في النمو والانقسام بطريقة غير طبيعية مما يؤدي إلى ظهور الورم، وقد تنفصل بعض الخلايا وتنتقل لأجزاء أخرى من الجسم.
عوامل الخطورة
توجد بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالساركوما وتشمل هذه العوامل النقاط التالية:
- التاريخ الوراثي للعائلة
- الإصابة بمرض باجت (Paget’s Disease) وهو إحدى الأمراض التي تصيب العظام
- الإصابة بإحدى الأمراض الواثية مثل الأورام الليفية العصبية أو تورم الشبكية
- التعرض للعلاج الإشعاعي
- الإصابة ببعض الفيروسات مثل فيروس الهربس
- كثرة التعرض لبعض المواد الكيميائية
كيفية تشخيص سرطان الساركوما
في حالة احتمالية الإصابة بالساركوما يبدأ الطبيب في عمل الآتي:
- الفحص البدني لتحديد الأعراض ومكان الإصابة
- أخذ عينة من الأنسجة المصابة لفحصها
- عمل بعض الأشعة والفحوصات مثل الأشعة المقطعية، والأشعة بالموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي
- في حالة الإصابة بساركوما العظام تستخدم الأشعة السينية التي تساعد على تصوير العظام ورؤيتها بشكل أفضل
علاج الساركوما
يعتمد العلاج على نوع الإصابة ومكانها ومدى خطورة الأعراض وكذلك نسبة انتشار الورم بين أجزاء الجسم، وعادة تُعالج الساركوما إما بالجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي.
العلاج بالجراحة
تهدف الجراحة إلى إزالة جميع الخلايا السرطانية أو أكبر قدر ممكن منها، وفي أغلب الأحيان يصاحب الجراحة العلاج الإشعاعي لتجنب حدوث الساركوما مرة أخرى.
تعد الجراحة العلاج الأمثل للساركوما خاصة في المراحل الأولى من الإصابة، إذ تكون الخلايا السرطانية ما زالت غير منتشرة بالجسم.
في بعض الأحيان قد يلزم بتر أحد الأطراف لاستئصال جميع الخلايا السرطانية، ولكن يحاول الطبيب إزالة جميع الخلايا المصابة مع الحفاظ على وظائف الأعضاء قدر الإمكان.
العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي قبل أو بعد الجراحة بهدف قتل الخلايا السرطانية أو التقليل منها، ويمكن أن يستخدم للتخفيف من الأعراض والحد من تفاقم الحالة عندما تكون الجراحة غير ممكنة.
تستخدم فيه أشعة ذات تردد مرتفع مثل الأشعة السينية وتوجه على الجسم من خلال جهاز يتحرك حول الجسم ويُصدر الإشعاع، وكذلك يمكن أن يوضع جهاز الإشعاع داخل الجسم بشكل مؤقت.
قد تحدث بعض الأعراض الجانبية المؤقتة نتيجة العلاج الإشعاعي ومن ضمنها:
- الشعور بالتعب
- الغثيان والقئ
- الإسهال
- التهاب الجلد
- التهاب المثانة
- تورم القدم
العلاج الكيميائي
يهدف العلاج الكيميائي إلى قتل الخلايا السرطانية ويستخدم عن طريق الفم أو الوريد، ويمكن اللجوء له قبل الجراحة لتقليص حجم الورم وتسهيل إزالته.
يمكن أن يستخدم العلاج الكيميائي كعلاج رئيسي أو إلى جانب العلاج الإشعاعي، وذلك في بعض الحالات التي لا يمكن إجراء الجراحة لها.
تستجيب بعض أنواع الساركوما للعلاج الكيميائي أكثر من غيرها، وتعد الساركوما العضلية المخططة من أكثر الأنواع التي يستخدم فيها العلاج الكيميائي.
تظهر بعض الأعراض المؤقتة أثناء العلاج ومنها تساقط الشعر والشعور بالتعب والإرهاق، ولكنها تستمر لبضعة أيام ثم تختفي.
العلاج الدوائي المستهدف
يستخدم فيه أنواع معينة من الأدوية التي تستهدف الخلايا السرطانية وتعيق نموها، أو بعض أنواع الأدوية التي تشبه الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي، وتعد هذه الأدوية غير سامة ولا تؤثر على الخلايا السليمة بالجسم.
في النهاية، نود القول بأن العلم يتطور يوماً بعد الآخر ويبهرنا بكل ما هو جديد لعلاج الأمراض المختلفة، فما عليك سوى الاهتمام بصحتك والمتابعة الدورية مع الطبيب فكلما كان اكتشاف المرض مبكراً كلما كان العلاج مجدياً.
المصادر:
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17934-sarcoma
https://www.webmd.com/cancer/sarcoma
https://www.medicalnewstoday.com/articles/301762#prevention