أصبح الاكتئاب يعرف باسم مرض العصر نظراً لانتشاره بصورة كبيرة خاصة بين الشباب والمراهقين، ويعد الاكتئاب الموسمي أحد أنواع الاضطرابات العاطفية التي تحدث مع تغير فصول السنة.
سنتعرف في هذا المقال على أعراض الاكتئاب الموسمي وأهم الأسباب المؤدية لحدوثه، وكذلك سنعرض أفضل الطرق لعلاجه والوقاية منه.
ما هو الاكتئاب الموسمي؟
الاكتئاب الموسمي بالانجليزي يعرف باسم Seasonal Affective Disorder أو SAD، وهو نوع من الاضطرابات العاطفية المرتبطة بتغير الفصول.
يشعر الشخص بتغير في الحالة المزاجية والرغبة في الانعزال عن الناس وبعض الاضطرابات في النوم.
يبدأ عادة في أواخر فصل الخريف وأوائل فصل الشتاء ولذلك يطلق عليه الاكتئاب الموسمي الخريفي أو الاكتئاب الموسمي الشتوي.
من ناحية أخرى تعرف نوبات الاكتئاب التي تحدث في فصل الشتاء باسم Winter Blues وهي الأكثر وضوحاً وانتشاراً، وقد تحدث بعض نوبات الاكتئاب أيضاً في الصيف وتعرف بالاكتئاب الموسمي الصيفي.
أعراض الاكتئاب الموسمي
تتشابه الأعراض إلى حد كبير مع الاكتئاب العادي، وعادة ما تبدأ هذه الأعراض خفيفة ثم تزداد حدتها مع بداية فصل الشتاء وتتضمن الأعراض ما يلي:
- الشعور الدائم بالحزن والإحباط
- ضعف القدرة على التركيز
- فقدان الاهتمام لأداء الأنشطة اليومية
- الرغبة في تجنب الأهل والأصدقاء
- فقدان الطاقة والشغف
- الشعور بالاضطراب والقلق والضيق
- اضطراب في عدد ساعات النوم
- زيادة الشهية والرغبة في تناول السكريات والكربوهيدرات
- صعوبة في اتخاذ القرارات
- التفكير في الموت
أسباب الاكتئاب الموسمي
توجد عدة عوامل مساعدة تؤدي إلى زيادة حدوث أنواع الاكتئاب العاطفي المرتبط بالمواسم ومن ضمنها:
1. التاريخ المرضي
قد تتفاقم أعراض اكتئاب المواسم إن كان الشخص يعاني من الاكتئاب أو اضطراب ثنائي القطب، وفي هذه الحالة ينصح بالمتابعة مع الطبيب المختص.
2. العمر
كلما قل عمر الشخص زادت احتمالية إصابته باكتئاب المواسم إذ يعد شائع الحدوث بين المراهقين وقد يحدث أيضاً للأطفال.
3. الجنس
تصاب النساء بالاكتئاب العاطفي المرتبط بتغير فصول السنة بنسبة أكبر من الرجال، وتصل نسبة الإصابة به لدى النساء حوالي أربع أضعاف مقارنة بالرجال.
4. التاريخ الوراثي
يعد الأشخاص الذين لديهم تاريخ وراثي في العائلة للإصابة بالاكتئاب أكثر عرضة لحدوث هذا النوع من الاكتئاب.
5. مكان المعيشة
توجد بعض الأماكن يكون فيها ليالي الشتاء طويلة مما يزيد من احتمالية الإصابة بهذا النوع من الاكتئاب، وكذلك الأماكن البعيدة عن خط الاستواء شمالاً أو جنوباً.
6. مستوى السيروتونين
يؤدي قلة التعرض للشمس إلى انخفاض نسبة السيروتونين في الدم وهي المادة المسئولة عن السعادة وضبط الحالة المزاجية مما يؤدي للاكتئاب.
7. مستوى الميلاتونين
قد تؤثر التغيرات الموسمية على نسبة الميلاتونين في الدم وهي المادة المسئولة عن ضبط عدد ساعات النوم والحالة المزاجية.
أنواع الاكتئاب الموسمي
يوجد نوعان من اكتئاب المواسم لكل منهما بعض الأعراض التي تميزه وهي كالتالي:
1. الاكتئاب الموسمي الشتوي
يعرف أيضاً باسم الاكتئاب الموسمي الخريفي ويحدث مع بداية فصل الشتاء نتيجة نقص التعرض لأشعة الشمس ومن أهم أعراضه:
- انخفاض طاقة الجسم
- زيادة الوزن
- فرط النوم
- الانعزال الاجتماعي
- الرغبة في تناول الكربوهيدرات بكثرة
2. الاكتئاب الموسمي الصيفي
يرتبط حدوثه بفصل الصيف ومن أهم أعراضه ما يلي:
- ضعف الشهية وفقدان الوزن
- الأرق وعدم انتظام النوم
- الشعور بالقلق
- الشعور بالتعب والإجهاد المستمر
- نوبات من السلوك العنيف
تشخيص الاكتئاب الموسمي
غالباً ما يتم اختبار الاكتئاب الموسمي بناءً على الأعراض الظاهرة على الشخص، ولكن يوجد بعض الفحوصات التي تساعد الطبيب ومنها:
- إجراء الفحص السريري والبدني لاستبعاد المشاكل الجسدية التي قد تسبب الاكتئاب
- إجراء تحليل صورة الدم الكاملة وفحص نشاط الغدة الدرقية
- التقييم النفسي من خلال بعض الأسئلة التي تخص المشاعر والأفكار والسلوكيات
- استخدام الكتيب التحليلي والإحصائي للأمراض العقلية DSM-5 لتحديد معايير الاكتئاب وتشخيصه
علاج الاكتئاب الموسمي
في أغلب الأحيان تتحسن أعراض اكتئاب المواسم من تلقاء نفسها، ولكن يمكن الخضوع لبعض وسائل العلاج المساعدة ومن ضمنها:
1. العلاج بالضوء
يعد أحد الطرق الشهيرة لعلاج الاكتئاب المرتبط بتغير فصول السنة وفيه يسلط ضوء ساطع على الشخص بحيث يحاكي ضوء أشعة الشمس، وذلك لمدة 30 دقيقة كل يوم.
تحدث هذه الأشعة بعض التغيرات الكيميائية في الدماغ لتحسين الحالة المزاجية، وتتحسن الحالة في غضون 3 إلى 4 أسابيع.
قد تحدث بعض الأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج الضوئي مثل الصداع وإجهاد العين، وكذلك لا يجب اللجوء لهذا العلاج في حالة الأشخاص الذين يتناولون أدوية تزيد من حساسية الضوء لديهم مثل مضادات الذهان وبعض المضادات الحيوية.
2. العلاج بالأدوية
تستخدم الأدوية المضادة للاكتئاب في بعض الحالات الشديدة ولكن يجب استشارة الطبيب أولاً قبل تناول هذه الأدوية.
3. العلاج النفسي
يعرف باسم العلاج السلوكي المعرفي CBT وفيه تحدد الأفكار والمشاعر السلبية التي تسيطر على الشخص، ويتم استبدالها بأفكار أكثر إيجابية من خلال التنشيط السلوكي.
طرق أخرى لعلاج الاكتئاب الموسمي
يمكن معالجة الاضطراب العاطفي الموسمي من خلال طرق أخرى تعتمد على علم النفس الفسيولوجي، والذي يبنى على أساس الاتصال الوثيق بين العقل والجسد والروح.
تتضمن هذه الطرق ما يلي:
- ممارسة اليوجا
- ممارسة التأمل
- التصوير الموجه
- العلاج بالفن أو الموسيقى
مضاعفات الاكتئاب الموسمي
تزول أعراض الاكتئاب العاطفي في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع سواء بتناول العلاج أو من خلال تغيير في نمط الحياة والعادات اليومية أو مع تغير فصول السنة.
قد تتطور الاضطرابات العاطفية الموسمية إلى حالات نفسية معقدة مثل:
- الاكتئاب طويل المدى
- اضطراب ثنائي القطب
- العزلة الاجتماعية
- مشاكل في العمل أو الدراسة
- والتفكير بالانتحار
- التأثير على الصحة العامة للإنسان
أهم النصائح للتخفيف من حدة الاكتئاب الموسمي
يمكن التعايش مع الاضطرابات العاطفية الموسمية والتخفيف من حدتها وذلك من خلال اتباع ما يلي:
1. الحرص على أخذ قسط كافي من النوك يومياً
2. تناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن
3. ممارسة الرياضة وتجنب الخمول والكسل
4. الخروج للتنزه وعدم البقاء في المنزل لفترات طويلة
5. تجنب تناول المشروبات الكحولية
6. الحرص على زيادة دخول ضوء الشمس للمنزل
7. اتقن طرق التحكم في القلق والضغط العصبي
8. احرص على التواجد في مجتمعات تساعدك على التفكير الإيجابي وتستطيع مشاركة أفكارك معهم
متى يمكنك اللجوء إلى الطبيب؟
قد يشعر الشخص بتغير الحالة المزاجية والرغبة في الانعزال لعدة أيام وهو أمر طبيعي، ولكن يمكن أن يتطور الأمر وتحدث بعض التقلبات المزاجية الشديدة واضطرابات في النوم وتسيطر الأفكار السلبية على الشخص لتصل إلى التفكير في الانتحار.
يجب اللجوء للطبيب في حالة الشعور بأن الاكتئاب يؤثر على حياتك وممارساتك اليومية، ويجب الالتزام الكامل بتعليمات الطبيب.
هل يمكن الوقاية من اكتئاب المواسم؟
بالطبع يمكن ذلك من خلال الانخراط في الأنشطة الاجتماعية ومحاولة التفاعل الإيجابي مع الآخرين، وكذلك ممارسة الرياضة لها عامل كبير للتخفيف من الضغط العصبي والقلق.
من ناحية أخرى تناول الطعام الصحي الغني بالفيتامينات والألياف والدهون الصحية مثل المكسرات تساعد على تحسين الحالة المزاجية.
التواجد في الأماكن المفتوحة واستنشاق الهواء النقي يساعد أيضاً على التخفيف من الاكتئاب والضغط النفسي.